بل ان نفس الشخص قد يتصرف بشكل متسق مع قيم الحرية والمسئولية الفردية والمساواة في موضوعات معينة، وفجأة يتصرف بشكل معاكس تماما (أي وفق قيم الالتزام بالواجب الاجتماعي والتراتبية و”القوامة”) في موضوعات أخرى

حين رأى مشايخ الأزهر مظاهر العلم الحديث في “المجمع العلمي” استحسنها الجبرتي وبعض زملاؤه ورأوا فيها ميادينا ينبغي للمسلمين تعلمها، واستنكرها آخرون لا يقلون عنهم علما وورعا وسخروا منها ومن أصحابها.

هل لأنهم منافقون يدعون الديمقراطية وهي منهم براء؟ هل لأنهم ساقطون أخلاقيا؟ هل لخوفهم من الإسلام؟

لكن هذا المقال ليس عن زياد العليمي وحسام مؤنس كأشخاص، وإنما عما يعنيه القبض عليهما لإمكانية بناء تنظيم ديمقراطي يخرج مصر من الفشل والاستبداد

العجز عن تحويل المطالب الشعبية لقوة سياسية مستمرة تردع الحاكمين وتحد من سلطاتهم هو بيت القصيد. وتفسير هذا العجز ومعرفة أسبابه العميقة هو مفتاح فهم هزيمة الديمقراطية في مصر حتى الآن.