حين رأى مشايخ الأزهر مظاهر العلم الحديث في “المجمع العلمي” استحسنها الجبرتي وبعض زملاؤه ورأوا فيها ميادينا ينبغي للمسلمين تعلمها، واستنكرها آخرون لا يقلون عنهم علما وورعا وسخروا منها ومن أصحابها.

هل لأنهم منافقون يدعون الديمقراطية وهي منهم براء؟ هل لأنهم ساقطون أخلاقيا؟ هل لخوفهم من الإسلام؟

العجز عن تحويل المطالب الشعبية لقوة سياسية مستمرة تردع الحاكمين وتحد من سلطاتهم هو بيت القصيد. وتفسير هذا العجز ومعرفة أسبابه العميقة هو مفتاح فهم هزيمة الديمقراطية في مصر حتى الآن.

ورغم كل هذه السلطة فشلت الليبرالية (واليسار) في الهيمنة على فكر وثقافة الأغلبية. فكيف نفسر هذا الفشل؟

لم تنتصر الليبرالية لحلاوتها أو لسمو قيمها. لم تنتصر لأن الناس قرأت جون لوك أو جون ستيوارت مل أو جان جاك روسو فآمنت بأفكارهم