حين ينساق الليبراليون خلف خرافة حرية السوق وحياد الدولة يفقدون السيطرة على الصراع السياسي في مجتمعاتهم، تاركين مصيرها في يد المسيطرين على السوق.

زعمت في مجموعة مقالات سابقة أن الليبرالية ستنتصر وتسود الحياة الثقافية والسياسية المصرية، وذلك لأنها تمثل الوعاء (أو […]

وفي بعض الأحيان تجهل الدولة مدى التغيير الذي يحدث لمواطنيها حتى يصحو حكامها ذات يوم فيجدوا جيلا كاملا معتنقا ثقافة تتجاوز ما عرفوه وظنوه ثوابت وطنية وثقافية واجتماعية ودينية، فلا يعرفون كيف يتصرفون معه.

هذه الأنظمة الاستبدادية تدفع بالحداثة للأمام، لكنها تتهاوى بمقدار نجاحها في تحديث مجتمعها. فهي تستخدم القوة لفرض التحديث على المجتمع وكسر مقاومة قواه التقليدية، لكنها حين تنجح في ذلك تكون قد حفرت قبر الاستبداد بيدها

بل ان نفس الشخص قد يتصرف بشكل متسق مع قيم الحرية والمسئولية الفردية والمساواة في موضوعات معينة، وفجأة يتصرف بشكل معاكس تماما (أي وفق قيم الالتزام بالواجب الاجتماعي والتراتبية و”القوامة”) في موضوعات أخرى